((( إلى جنة عدن )))
جنة عدن وما أدراك ما جنة عدن دار كرامةاولياء الله ومنزل الأبرار منهم :
مابالكٍ يا أخيتي بدار بناها الله وبستان غرسه الله وبنعيم أعده الله لمن أطاعة وما عصـاه.
ولا يشفي صدركِ يا أختي بالحديث عنها سوى الحبيب رسول الله صلى الله علية وسلم
فأسمعي اليه وهو يقول كما روى ذلك الطبراني بسند جيد (خلق الله جنة عدن بيده لبنة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء وملاطها المسك وحشيشها الزعفران ,حصباؤها اللؤلؤ , ترابها العنبر, ثم قال لها أنطقي , قالت : ( قد أفلح المؤمنون).
(((في الخيام)))
في الجنة خيام قطعآ لقول الله تعالى ( حور مقصورات في الخيام )
ولكن مانوع هذه الخيام وما شكلها ؟ وماهي مادة تكوينها ومامدى حسنها وجمالها.
وصف الرسول صلى الله علية وسلم خيمة منها فقال (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً وعرضها ستون ميلاً للمؤمن فيه أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضآ)
(((من الخيام إلى السوق)))
سبحان الله هل في الجنة أسواق !
وكيف لا ! والله تعالى يقول (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ماتدعون)
فليس من المستغرب إذآ أن تتوق نفس أحدهم في الجنة الى دخول سوق من الأسواق وخاصة التجار المؤمنين الذين كانوا
يربحون في أسواق الدنيا ويربحون, فيطلب ذلك ويدعيه , فيخلق الله تعالى لهم أسواقآ يغشونها إتمامآ للانعام في دار النعيم وهذا مسلم يخرج لنا حديث السوق في الجنة ويقول :إن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله علية وسلم :( أن في الجنة سوقآ يأتونها كل جمعه فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنآ وجمالآ فيرجعون إلى أهليهم وقد أزدادوا حسنآ وجمالآ فتقول لهم أهلوهم والله قد ازددتم بعدنا حسنآ وجمالآ فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنآ وجمالآ)
(((بين الأنهار والأشجار)))
هاتي يداكِ _أختي القارئة_ نتجول قليلآ بين أنهار الجنة وأشجارها ونمتع النفس ساعة في ذلك النعيم المقيم
هيا بنا إلى الأنهار الأربعة التي هي أصل كل نهر في جنة والتي هي نهر الماء ونهر اللبن ونهر الخمر ونهر العسل
كما أخبرنا بذلك ربنا جل جلالة في قوله من سورة محمد (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى) وإلى الكوثر ياأخيتي إلى حوض النبي محمد صلى الله علية وسلم
وأمته فإنه من أعظم أنهار الجنة وأحسنها فقد حدث عنه مرة صلى الله علية وسلم كما روى ذلك البخاري فقال
(بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت: ماهذا ياجبريل ؟ قال : هو الكوثر الذي أعطاك ربك قال : فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر).
وقال مرة أخرى في رواية الترميذي :( الكوثر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج).
هذه هي الأنهار قد وقفنا عليها وروينا النفس بالحديث عنها فهيا بنا إلى الأشجار وثمارها وليرو لنا امام الحديث البخاري طرفآ منها فلنستمع إليه يقول قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها
مائة عام)لا يقطعها إن شئتم فاقرأو( ظل ممدود وماء مسكوب)
ويحدث ابن عباس رضي الله عنهما عن هذا الظل الممدود فيقول : شجرة في الجنة على ساق ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام في كل نواحيها فيخرج أهل الجنة , أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله تعالى ريحآ من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا
روى هذا الترميذي وحسنه وروى الحاكم وصححه قولة: نخلة الجنة جذعها من زمرد أخضر وكربه ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء, أشد بياضآ من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبدة ليس فيها عجم.
(((إلى مطاعم الجنة)))
وهل في الجنة مطاعم ؟
نعم فيها مطاعم ومشار ب ولا ينبئك مثل القرآن واسمع اليه يحدثك ويصف لك من ذلك الكثير..
ففي سورة الإنسان يقول :(يطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير قوارير من فضة قدروها تقديراً ويسقون فيها كأسآ كان مزاجها زنجبيلاً عيناً فيها تسمى سلسبيلاً)
وفي سورة الزمر يقول : قال الله تعالى :(ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)
وفي سورة الواقعة يقول ( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون)
ويتحدث رسول الله صلى الله علية وسلم عن أهل الجنة في أكلهم وشربهم واصفآ لهم فيقول (أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتمخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعاهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس)
ويقول صلى الله علية وسلم ( إن أسفل أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسة عشرة آلاف خادم مع كل خادم صفحتان واحدة من فضة وواحدة من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى مثلها يأكل من آخره كما يأكل من أوله يجد لآخره من اللذة والطعم ما لا يجد لأوله ثم يكون بعد ذلك رشح مسك وجشاء لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون).
(((الحلي والحلل)))
هل تريدي أختي القارئة أن تعرفي شيئآ عن حلي أهل الجنة وحللهم ؟ فأتركك للقرآن الكريم يصف لك طرفآ من ذلك
فاسمع إليه في سورة الكهف يقول الله تعالى :(أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابآ خضرآ من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك)
وفي سورة الإنسان يقول عز وجل :(عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة)
وفي الحج يقول عز وجل عنهم :(إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير)
أما الرسول صلى الله علية وسلم فإنه يصف ذلك النعيم العظيم فيقول :(من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ,لا تبلى ثيابه , ولا يفنى شبابه ,في الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)
ويقول :(مامنكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء إن شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن)
(((السرر والأرائك)))
إن نعيم جنات دار النعيم يعظم _يا أختي _ على الوصف ويقصر دونه الضبط والحصر وكيف يحصر مالا يفنى ولا يبيد وكيف يوصف مالا يدرك كنهه ولا يعرف أوله ولا آخره.
قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قول الله تعالى ( متكئين على فرش بطائنها من استبرق) وقال : لقد أخبرتم بالبطائن فكيف بالظواهر؟
وقيل في قولة تعالى :(وفرش مرفوعة) :لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف.
لنترك _ يا أختي القارئة_ الكلمة للقرآن الكريم يحدثنا عن أسرة القوم وأرائكهم , فمن سورة الواقعة يقول سبحانة وتعالى :(واسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين ).
ومن سورة الرحمن يقول سبحانة وتعالى:(متكئين على فرش بطائنها من استبرق )ويقول سبحانة وتعالى:(متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسآ ولا زمهريرآ)
ومن سورة الغاشية يقول سبحانة وتعالى:(وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لا غية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة).
(((مع الحور العين)))
إليكِ يا أخي كلمات قليلة من القرآن تتحدث عن نساء دار السلام جعلني الله وإياك من سكانها فاصغ اليها في إجلال وخشوع (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارآ عربا اترابا لأصحاب اليمين )
(فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )
( وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون)
(وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ماتوعدون ليوم الحساب)
(إن للمتقين مفازآ حدائق وأعنابا وكواعب اترابا وكأسآ دهاقآ)
وبعد فإلى الرسول صلى الله علية وسلم يحدثنا عن هذا النعيم المقيم ويكشف لنا الستار عن بعض هؤلاء الحور لنزداد
مقة وعشقآ ولنستحث الخطى الى الوصول الى العيش بجانبهن , حدث مرة رسول الله قال ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ولنصفيها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)
وقال مرة (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على ضوء كوكب دري في السماء ولكل امرىء منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم ومافي الجنة أعزب).
ويقول :(لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت الأرض ريح مسك ولذهب ضوء الشمس والقمر).
(((خيل في الجنة)))
إلى عشاق الخيل والمولعين بركابها وامتطاء صهواتها نعيمآ آخر تلذونه وتسعدون به إنه يوجد لكم خيول في الجنة من الياقوت الأحمر لها أجنحة تطير بكم حيث شئتم قال عبد الرحمن بن ساعدة رضي الله عنه كنت رجلآ أحب الخيل فقلت يارسول الله هل في الجنة خيل ؟ فقال (إن أدخلك الله ياعبد الرحمن كان لك فيها فرس من الياقوت له جناحان تطير بك حيث شئت)
وقال فداه أبي وأمي صلى الله علية وسلم (إن في الجنة لشجرآ يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحةخطوها مد البصر تركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم درجة يارب بم بلغ عبادك هذه الكرامة كلها فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون).